الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الاديبة فوزية بن حورية: اتمنى ان يكون الرئيس المنتخب في مستوى معاوية ابن ابي سفيان دهاء وحكمة وتبصرا

نشر في  12 نوفمبر 2014  (11:03)

بقلم الاديبة والكاتبة والناقدة والشاعرة فوزية بن حورية

منذ ان اعلنت الانتخابات الرئاسية وكسرت شوكة الترويكا ونحن لا نسمع الا كلمة الغول والتغول في منابر الحوار في جلّ القنوات التلفزية يتكلمون في انفعال شديد شبيه بالغليان واشداقهم متحلبة: انهم متخوفون حقا من الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية والخوف اكثر واكثر من فوزه في الانتخابات الرئاسية.

هم حقا خائفون وعذرهم معهم لا لوم عليهم وفي نفس الوقت يبثون الخوف والارباك في نفوس المواطنين ويغالطونهم. لقد شبه الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية بتونس خسارة حزبه الأكثرية البرلمانية وحلولهم في المركز الثاني بالبرلمان -وهو يعد مكسبا ليس بالهين- بأنه شبيه بصلح الحديبية الذي قام به النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أن هذا الصلح حدث بعده بفترة صغيرة "فتح عظيم" قائلاً: "وما حصل في تونس هو فتح إن شاء الله".

يرغون يزبدون ويرعدون في حين انهم يعلمون اننا عشنا ثلاث سنوان عجاف عم فيها الفقر والقحط والخوف والفوضى في كل شيئ والرعب ثلاث سنوات عشناها بين المطرقة والسندان سمح فيها بتغلغل الارهاب مما نتج عنه تفشّي الإرهاب وانتشاره مما أدّى إلى إزهاق أرواح عدد من الأمنيين والعسكريين والمدنيين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.

وغض الطرف عن ادخال السلاح الى داخل البلاد، وتغلغل التهريب حتى صار امرا واقعيا ومفروضا لا مناص منه وبالسوق الموازية التي اكتسحت بعض شوارع العاصمة واغلب ارصفتها كما تعاملوا مع الثورة على انها ثروة مباركة نزلت عليهم وحدهم دون غيرهم من السماء او كانها مغارة علي باب او مال قارون لا يحلّ الا لهم، واستغلوا الفرصة فنشروا انصارهم في الوظيفة العمومية وفي مفاصل الدولة وكل من سجن تمتع بالتعويضات بحجة ان حكومة المخلوع سجنتهم ظلما وعدوانا منهم من اخذ تعويضا عن سجنه مع احتساب الترقية التي كان سيتحصل عليها لو لم يسجن.

وبما ان اغلب الشعب كان يبحث عن تونس التي افتقدها لمدة ثلاث سنوات تونس المشرقة الزاخرة بالحياة، تونس النظيفة تونس السلم والعلم والالفة والمحبة تونس الامان والاستقرار بعد ان خذلته النخبة التي اختارها في الانتخابات الاولى بعد الثورة وفقد ثقته فيها زيادة على انه كان يخشى الغول الذي قسمه الى كتل بين كفار ومسلمين وزرع التفرقة حتى بين افراد العائلة الواحدة وسعى لتغيير العقلية من مسلم مسالم الى عدائي خطير، الى ارهابي ومتطرف، وانتشر الانتحار واستفحل كالداء.

كما انتشر التهريب والزطلة فزرع اليأس والقنوط في القلوب والفقر اكتسح الطبقة الوسطى والقمامة في كل الشوارع والاماكن والكلاب السائبة والقطط والجرذان في كل مكان والارهاب الذي تحكم في الجبال واستوطن فأدرك الشعب انّ التغول الحقيقي هو ان يعب المسؤول المال عبا وان يكون ملهوفا على السلطة وعلى التمسك بزمامها حتى بعد المدة القانونية والمطالبة بمواصلة البقاء على الكرسي والا العصا لمن عصا.

يجب على اعضاء الاطراف المعنية الخاسرة والمتراجعة ان يتسموا بالحيادية والواقعية وان لا يغالطوا انفسهم ولا يغالطوا الشعب الاعتراف بالحق فضيلة يجب مواجهة الواقع وتصليح ما يجب اصلاحه، هناك اخطاء جسام ارتكبتها الحكومة الانتقالية في فترة حكومة النهضة.

كان في هذه الفترة رقص هيستيري حتى لا اقول هرسلة في الحكم كل ما في الامر ان الخيال شطح بهم بعيدا حين مسكوا دفة الحكم فظنوا انهم المالكون لرقابنا وزمام امرنا بايديهم ونحن العبيد في قيودهم والاصفاد في اعناقنا ومفاتيحها في جيوبهم والاغلال تسربلنا فلا منجيا لنا منها الا ببركاتهم، حتى ان السيد عبد الفتاح مورو قال في احدى تصريحاته ان ما يهمنا نساؤهم وبناتهم وابناءهم واحفادهم وهم الان بايدينا يعني في قبضتهم وقد نسي اننا كلنا في قبضة الله سبحانه وتعالى ونسي ان الله يُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ يُشَاءُ ، وَيَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ يَشَاءُ ، وَيُعِزُّ مَنْ يَشَاءُ ، وَيُذِلُّ مَنْ يَشَاءُ وهو على كل شيئ قدير.

كما نسوا ان الانتخابات شبيهة بالحرب الباردة والحرب فيها الكر والفر وهي سجال قال الله تعالى :"وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ" صدق الله العظيم لذا اختار الشعب نخبة اخرى وجد فيها الخبرة القيمة والتجربة الكبيرة وحب الوطن والعمل مع تكريس الجهد لمصلحة الوطن مصلحة تونس المستقبل تونس الغد المشرق تونس الامان وحسن المستقبل الواعد للمواطنين.

بعد ان خاض تجربة انتخابه لنخبة لا تتمتع بالخبرة السياسية الفعلية و لم تكسب منها سوى الديباجة البراقة المبهرة و بالاحلام المزيفة واعدة تلك التي جعلته يشعر بحسرة و لوعة بما تكبده من معاناة ومن جراح والام وفراق الابن والبنت والولد والزوج حتى ادميت الكبد ومن دماء سفكت هدرا بلا اسباب.

وبعد لأي وعناء ومشقة نفسية و من خوف على مصير البلاد والعباد وعلى جيل المستقبل عليه ان يحط الرحال رحال الاستقرار في الانتخابات الرئاسية بعد ان ذاق طعم الحرية حرية الانتخابات النزيهة و الشفافة يوم 26 اكتوبر 2014 يوم الانتخابات التشريعية والتي كان يومها شبيه بالعرس الوطني الشاسع والمترامي الاطراف و الكل فرح ومفتخر باداء واجبه و مقتنع باختياره.

وانطلقت حمى وطيس الانتخابات الرئاسية يوم 2 نوفمبر 2014 فكانت على اشدها وانطلق السباق فغزا بعض الاماكن مثل قاعة الكوليزي بالعاصمة بداه هناك السيد المنصف المرزوقي الرئيس المؤقت لحكومة الترويكا فكان الحضور من قيادات حماية روابط الثورة التي وقع فتحها قضائيا ولكن ما ادهشنا هو ذاك الخطاب الناري الذي يهدد مباشرة الشعب التونسي ويتوعده بالسحل في الشوارع التونسية. هذا الخطاب الداعي الى الفتنة مباشرة وفي مكان آخر من الجمهورية بالمنستير السيد الباجي قائد السبسي هو الاخر يلتقي باهاليها للدعاية الرئاسية وبدا الفايسبوك ذاك العالم الافتراضي يشتغل على اشده والتواصل الاجتماعي يتفاعل بشدة بين ساب وشاتم وبين مهدئ وبين مدافع الكل يدافع عن حزبه او عن اراءه او عن وجهة نظره في هذا او في ذاك.

وبين منصف وظالم وانطلق التصريح بالديباجات واغرب ديباجة تلك التي توعد فيها انصار الرئيس المنصف المرزوقي بقاعة الكوليزي بالعاصمة المواطنين بالسحل في شوارع تونس وتلك التي وعد فيها في لحظة حماسية توجه فيها الرئيس المتخلي والمترشح مجددا منصف المرزوقي الى عدد من الحاضرين في ضيعة فلاحية بمجاز الباب انه سيصدر عند اعادة انتخابه رئيساً للجمهورية قانونا يتم فيه توزيع الاراضي الفلاحية على صغار الفلاحين والمعطلين، السيد منصف المرزوقي يعد المواطنين البسطاء المتعطشين الى الاستقلالية العملية ولبلورة حياتهم بمنحهم اراضي فلاحية وهو يدري ان صلاحياته محدودة للغاية ولا تسمح بالمتاجرة بعواطف المواطنين وباحلامهم والعبث بطموحاتهم و الاستهزاء بافكارهم وبمستقبل حياتهم وحياة ابنائهم واحفادهم.

انها نوع من الديباجة البراقة واللماعة المسيلة للعاب السذج اصدق ما يقال (عيش بالمنى يا كمون) تسمع جعجعة ولا ترى طحينا، اكتب على ظهر الحوت وارمي في البحر انه اللعب على العواطف. واستغلال بسطاء العقول، واولئك الذين لا يتمتعون بالنظرة الثاقبة، كل هذا من اجل كرسي الرئاسة الساحر كل السبل مسموح بها حتى التلاعب بالعواطف للوصول اليه والتربع على عرشه.

الله يكون في عون تونس و شعبها، ان الرئيس المؤقت حقوقي و يؤمن بالديمقراطية من المفروض ان لا يترشح للرئاسة قد اخذ حظه منها فاليتركها لغيره (وتلك الايام نداولها بين الناس) صدق الله العظيم. ما اقذرك ايتها السياسة، في الحوارات التلفزية كل حزب يدافع عن رايه وهو في انفعال شديد حد الهستيريا وهم يلقون بديباجاتهم متزايدين في الوعود فمنهم الصادق الامين والعارف بما يقول وبما ينتظره من اصلاحات جمة اذا فاز في الانتخابات الرئاسية ومنهم المسرف في كذبه ومنهم المتراوح بين جزر ومد في قول الصدق والكذب اكثرهم يتفنن في حبك حكاية الغراب والثعلب من اجل قطعة الجبن.

آه ما اوسخك ايتها السياسة صدق ابن خلدون حين قال السياسة نجاسة. نحن المجتمع المدني نريد رئيسا مصلحا، سديد الراي ثاقب النظر منور الفكر له مكانة ايجابية في صالح الدولة والشعب معا يحسب له الف حساب وحساب وله حظوة شعبية ودولية وله صولات وجولات عالمية ايجابية تذكر فتشكر حصيفا رصينا ان طغت الكراسي على جالسيها ان يكون للشعب لسانا رادعا بالحكمة والموعظة الحسنة وعقلا راجحا حكيما وفكرا سليما راشدا وان يكون للشعب لسانا ناطقا وعضوا فعالا عادلا حكيما وسندا قويا ودفاعا عظيما ودرعا واقيا من البلاء والبلواء في الداخل والخارج يجعل البلاد ذات سيادة داخلية وخارجية وهيبة عالمية ويسمو بها ويرقى بنا الى اعلى الدرجات من الرقي والازدهار العلمي والثقافي والمعرفي والفكري والاقتصادي والديمقراطي والاجتماعي ومحافظا معتدا ومعتدلا غيورا على ديننا الاسلامي الحنيف وبالتالي تكون تونس جنة للكل لكل التونسيين بمختلف شواربهم وتوجهاتهم لا فرق فيها بين حزب وحزب و بين فقير وغني الكل يتمتع بخيرات البلاد و الكل امام القانون سواء لا سيد و لا مسيود الكل مواطنون يستوون امام القضاء.

فتكون تونس بنا مضرب المثل في العدالة الاجتماعية و في جميع مجالات الاقتصاد و العلوم و الثقافة والحداثة والديمقراطية والمعرفة وفي التسامح الديني الاسلامي كما وكيفا، لا رئيس بلا رئاسة.

اقول للرئيس القادم حكم العقل واستفت ضميرك وابتعد عن اهواء النفس فهي غرارة وغاوية واما القلب فهو متقلب لا تسمح لنفسك ولا تطلق لها الزمام فتجرك الى هواها فتتراجع عن وعودك للمواطنين الذين انتخبوك وكلهم زهو ونشوة وتطلع للمستقبل الافضل للمستقبل الواعد.

انا نريد رئيسا حرا شهما ابيا عادلا مستقيما حاكما رادعا و كفئ لتحمل المسؤولية خاصة في هذا الظرف الصعب والصعب جدا ارهاب وانزلاقات، يحمي البلاد من المحن والفتن لا رئيسا طاغية ولا رئيسا بيدقا ولا رئيسا دكتاتورا ولا رئيسا هشا ضعيفا العقل قصير النظر ولا رئيسا شرسا جشعا متابطا شرا حاملا الوبال الينا نريد رئيسا وسطا ينعم بالوسطية السمحة وبالاعتدال و ينعم البلاد في الامان والاستقرار الافضل وفي رغد العيش والرخاء المادي والمعنوي ان على الحزب الفائز ان لا يخيب امال و طموحات الشباب والشعب من كل الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية وان يستوعب الدرس من الحكومة السابقة حتى لا يسقط في السلبيات.

واتمنى ان يكون داهية ينقذنا من سوء العواقب بالحكمة والرؤية والدهاء و تحكم العقل مثل عمر ابن العاص داهية العرب او معاوية ابن ابي سفيان في فراسته وحكمته وان يعمل بمقولاته الشهيرة الخالدة في التاريخ الإسلامي الا وهي «لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي، ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني..

ولو كانت بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، كانوا إذا شدوها أرخيتها وإذا أرخوها شددتها»، كذلك مقولة «ما من شيء ألذ عندي من غيظ أتجرعه»، إنهما المقولتان الصادرتان عن رجل يعد من أقدر رجال الدولة في التاريخ الإسلامي، فهو الذي استطاع أن يتغلب في دربه على أعتى المصاعب، ومع ذلك وضع قاعدة قوية استمرت واحدا وتسعين عاما.

وعندما ورثت الدولة العباسية دولته الأموية، فإنها لم تُغير كثيرا في حجم الدولة والتي وصلت لقرابة مليون كيلومتر مربع، كما لم تغير في قواعد تسييرها التي أرساها معاوية بن أبي سفيان ومن بعده، ولذا فهو بحق سياسي من الطراز الأول، وقد تجلت عظمته السياسية في الوسيلة التي تعامل بها مع المعارضة الداخلية حيث استخدم اللين في أغلب المناسبات والشدة في مناسبات أقل في محاولة للم الشمل مستعينا على ذلك بجملته الشهيرة «إني لا أحمل السيف على من لا سيف له، وإن لم تكن إلا كلمة يشتفي بها مشتف جعلتها تحت قدمي ودبر (خلف) أذني.

اتمنى ان يكون الرئيس المنتخب القادم في مستوى معاوية ابن ابي سفيان دهاء وحكمة وتبصرا للامور.